لا يُشغلني موقعي من الإعراب في ثورة لم أُخطِّط لها، ولم أُشارِك فيها بشكل مُباشر بل غبت اضطرارًا عن كل نشاطاتها في شهورها الاربعة الاولى، وحين شاركت كانت المُشاركة خافته وهامشية؛ لأنني لم أتعاف تماما من مرضي؛ ولأنني ستينية، قُدراتي على الكرّ والفرّ محدودة؛ ولأن آداتي الأجدى والأكثر نفعًا (أعني الكتابة) بدت لي غير مُمكِنَة؛ لأنني هيَّابة، لا أثق في قُدرتي على إضافة جديد من خلالها، والأهم أنني كُنت أتوجَّس من فكرة القفز أمام أولئك الشباب وإعاقتهم أو إرباكهم، وإن حسنت النوايا، برؤية قاصِرة أو توجيهات تنتمي لجيل سابق وتجربة مُغايرة. ما يشغلني هو تأمُّل دفق الحياة من زمن إلى زمن، ومن جيل إلى جيل تال، يهدر بقانونه الخاص ويكتسب صفاء وقوَّة كلما حرص على استقلاله.