ولو إستطعت أن أعود بعجلة الزمان إلى الوراء ، لما إخترتك لي عاشقاً ! ولأبقيتك عابراً غريباً يزور مدائني دون أن يحدث بداخلي أي ضجيج !
بربك لا تبكِ بكاء المظلوم ! إن زرت أوطاني يوماً ولمحت نوافذ إنتظاري مغلقة وأبواب فقدي لك مؤصدة ، بربك لا تبكِ بكاء المظلوم ! إن إحتفلوا بيوم ميلادك وبحثت عن صوتي بينهم .. ولم تجده ؟ وبحثت عن هداياي من بين هداياهم ولم تصلك
* نجلاء .. نجلااااء ... نجلااااااااء ... . - الساعة الآن التاسعة صباحاً إنهضي وإنفضي عن وسادتكِ رذاذ الأحلام ، كان هذا صوتها أمي لتفيقني من ذاك الحلم الذي كنت أهذي به كل ليلة ! تمنيت حينها لو أصيبت ذاكرتي بغيبوبة عن واقع لا يحتويه ، عن واقع لا يعانق وجوده ! أفقت وكعادتي أمضي إلى طريق مجهول ومسافات غريبة أحمل حقائب أحلامي وأجمع بها لوحاتي وأمل أتسكع به على دهاليز مدينتي الباريسية !
إحدى يديه كانت منهمكة بالعبث في خصلات شعري والأخرى كان ينفث بها سيجارته ، إلتقطتها منه بغضب وبإمتعاض ممقوت وهمست له : دعها تلك اللعينة فلن أسمح بأن تشاركني فيك !
أنا أخبئ بين أقفاص صدري أوجاع نساء الأرض ودموع الصغار ، أنا أحمل على عاتقي خيبات ثكلى ! وفي حنجرتي تستقر حشرجة حزن مدوية .. أنا الأنثى التي تقام كل ليلة على مدائن قلبها مآتم الخذلان ! وبالرغم من ذلك الأسى المفرط .. . تبتسم وتمضي دونما إكتراث !
أمقت تلك المسافات التي تفصلني عنك ، أتذمر من تلك المواقيت التي تسرقني منك .. أسخط على أعين تتأملك / على أنامل تلمسك على أنفاسك وهي تستنشقك ! على نبضاتك وهي تستشعرك ، على ثيابك وهي تعانقك