أتعلم لو كنت بقربي الآن ؟ لكنت ضممتك إلي بكل ما أوتيت من عشق وشوق إليك .. ووضعت رأسي على قلبك الذي لطالما أدمنت هواه حد الثمالة ! وسألتك بوجع هذه الأرض وماحوت : بربك لمَ أبعدتني عنك ؟
ولو إستطعت أن أعود بعجلة الزمان إلى الوراء ، لما إخترتك لي عاشقاً ! ولأبقيتك عابراً غريباً يزور مدائني دون أن يحدث بداخلي أي ضجيج !
اعذرني !! لن ألوث طهري ونقائي لمجرد إرضائك ، ولن أدنس مبادئي لأكسب شرف قربك مني .. ولن أنزع رداء الطفولة من روحي من ذاتي من وجداني .. لأكون في نظرك أنثى كاملة النضوج هذه أنا إن أردتني بطهري بطفولتي بنقائي بوفائي بعطائي !! وإن لم ترغب بنجلائك كما هي .. إذهب إليهن وغادرني فكثيرات ياسيدي من هن بحجم رغباتك ! وقليلات / قليلات من هن بحجم نقائي !
أنا أخبئ بين أقفاص صدري أوجاع نساء الأرض ودموع الصغار ، أنا أحمل على عاتقي خيبات ثكلى ! وفي حنجرتي تستقر حشرجة حزن مدوية .. أنا الأنثى التي تقام كل ليلة على مدائن قلبها مآتم الخذلان ! وبالرغم من ذلك الأسى المفرط .. . تبتسم وتمضي دونما إكتراث !
أمقت تلك المسافات التي تفصلني عنك ، أتذمر من تلك المواقيت التي تسرقني منك .. أسخط على أعين تتأملك / على أنامل تلمسك على أنفاسك وهي تستنشقك ! على نبضاتك وهي تستشعرك ، على ثيابك وهي تعانقك
إحدى يديه كانت منهمكة بالعبث في خصلات شعري والأخرى كان ينفث بها سيجارته ، إلتقطتها منه بغضب وبإمتعاض ممقوت وهمست له : دعها تلك اللعينة فلن أسمح بأن تشاركني فيك !
* نجلاء .. نجلااااء ... نجلااااااااء ... . - الساعة الآن التاسعة صباحاً إنهضي وإنفضي عن وسادتكِ رذاذ الأحلام ، كان هذا صوتها أمي لتفيقني من ذاك الحلم الذي كنت أهذي به كل ليلة ! تمنيت حينها لو أصيبت ذاكرتي بغيبوبة عن واقع لا يحتويه ، عن واقع لا يعانق وجوده ! أفقت وكعادتي أمضي إلى طريق مجهول ومسافات غريبة أحمل حقائب أحلامي وأجمع بها لوحاتي وأمل أتسكع به على دهاليز مدينتي الباريسية !
بربك لا تبكِ بكاء المظلوم ! إن زرت أوطاني يوماً ولمحت نوافذ إنتظاري مغلقة وأبواب فقدي لك مؤصدة ، بربك لا تبكِ بكاء المظلوم ! إن إحتفلوا بيوم ميلادك وبحثت عن صوتي بينهم .. ولم تجده ؟ وبحثت عن هداياي من بين هداياهم ولم تصلك